أكد عدد من المثقفين والأدباء بمحافظة الطائف أن اختيار الطائف عاصمة للشعر العربي يدل على أهمية الطائف أدبياً وثقافياً، ويأتي امتداداً لدورها الريادي في مجال الأدب العربي والشعر على وجه الخصوص منذ أيام سوق عكاظ في مرحلة ما قبل الإسلام.
ريادة الطائف الأدبية
رئيس النادي الأدبي الثقافي بالطائف عطاالله بن مسفر الجعيد عبر عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بمناسبة اختيار الطائف عاصمة للشعر العربي إثر إعلان ذلك في حفل جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي لهذا العام.
وقال الجعيد: إنه لفخر لنا جميعاً أدباء ومثقفي وأهالي الطائف اختيار أكاديمية الشعر العربي الطائف عاصمة للشعر العربي لهذا العام، والذي يدل على أهمية الطائف أدبياً وثقافياً، ويأتي امتداداً لدورها الريادي في مجال الأدب العربي والشعر على وجه الخصوص منذ سوق عكاظ ما قبل الإسلام، ولا غرابة في ذلك وما إعادة إحياء سوق عكاظ على يد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل منذ سنوات ودعمه لإنجاح سوق عكاظ وإبرازه على مستوى الوطن العربي إلا دليل على إيمان سموه والقائمين على أكاديمية الشعر العربي بدور الطائف وريادته في هذا المجال .
وأشار الجعيد إلى أن اختيار الطائف عاصمة للشعر العربي سيساهم في تعزيز مكانتها الأدبية والثقافية وإبراز الوجه المشرق للأدب والشعر السعودي والذي يأتي تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030 التي تركز على الجانب الثقافي.
إعادة الوهج الشعري
من جانبه قال د. طلال بن أحمد الثقفي أكاديمي بجامعة الطائف: إن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الطائف عاصمة للشعر العربي هو بمثابة غيمة تستنبت الشعر في وادي الفكر ووهاد الثقافة وطائف الإبداع، وإذا كان التاريخ قد جعل الطائف ترمومتر الشعر العربي ومدينته الإعلامية من خلال سوق عكاظ، فإن أمير الشعر الأمير خالد الفيصل قد أعاد الوهج الشعري والثقافي لهذه المدينة في العصر الحديث من خلال إعادة إحياء سوق عكاظ بجذوره العربية وصبغته العصرية، أعقبها تبني جامعة الطائف بمباركة من سموه أول أكاديمية متخصصة في الشعر العربي، واستحداث جائزة لقيمة وقامة شعرية ووطنية جائزة الأمير عبدالله الفيصل تشرف عليها هذه الأكاديمية، لتتوج على يد سموه بعاصمة الشعر العربي نتيجة حراك شعري وثقافي وفكري بمعايير أكاديمية، هذا الحراك الذي أشعل جذوته مجتمع الطائف بكافة أطيافه من مؤسسات وجمعيات وأفراد جعل منها عاصمة للشعر العربي.
وأشار إلى إنه شرف مثقل بحمولاته التاريخية يستلزم مشروعات ثقافية تليق بهذه المدينة وبشعرائها، وسيكون أبناء الطائف على مستوى الحدث.
حضور شعري مميز
فيما قالت الأكاديمية د. مستــــورة العرابي أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة الطائف: إن اختيار الطائف مدينة للشعر هذا العام اختيار موفق وربما كان متوقعاً ومبرراً، فالطائف مدينة عريقة لها علاقة قوية بالشعر العربي منذ عصوره الأولى وبخاصة في العصر الجاهلي، إذ كانت تحتضن سوق عكاظ الشهير، وهو أحد أكبر أسواق العرب، وكان للشعر من الحضور فيه نصيب كبير.
وأشارت العرابي إلى أن اختيار الطائف العاصمة الأولى للشعر في هذه الجائزة لترسيخ الحضور الكبير للشعر في هذه المدينة العريقة طوال العصور التاريخية الماضية وتتويجا لما شهده سوق عكاظ القديم من إحياء وتحديث في ظل دولتنا السعودية العظيمة، إذ أعيد للسوق مجده القديم مضافاً إليه أمجاداً حديثة متنوعة، فأصبح معلماً سياحياً ثقافياً وتجاريًا، وموسما يقصده الجميع من كل أنحاء المملكة ومن خارجها، وظل للشعر فيه هيبته القديمة ورونقه وجماله، وكثرت الفعاليات والأمسيات والعروض الشعرية بكل أنواعها ومنحت الجوائز للشعر والشعراء من داخل الوطن وخارجه كما كان لإنشاء أكاديمية الشعر العربي تحت مظلة جامعة الطائف دوراً كبيراً في اختيار الطائف أول عاصمة للشعر في هذه الجائزة، كونها تعد أول أكاديمية للشعر في الوطن العربي، تعنى برعاية الشعر والشعراء في شتى أقطار الوطن العربي وبخاصة في المملكة.
فقد غدت هذه الأكاديمية مؤسسة لخدمة الشعر والشعراء فيما يتعلق بتقديم تقرير حالة الشعر العربي 2019م، ومنح الجوائز لدعم الحركة الشعرية في الوطن العربي، ومن خلال «شرفة الشعر» التي لعبت دوراً رائداً في عقد الأمسيات الشعرية واكتشاف المواهب الشعرية الجديدة من الجامعات السعودية، وإقامة الندوات المتنوعة لنقد الشعر بكافة أشكاله، وفتح نافذة حوار بين المواهب الشبابية والشعراء والنقاد الكبار من مختلف أرجاء الوطن العربي.
إضافة للدور الريادي الذي يقوم به النادي الأدبي بالطائف في دعم الحركة الشعرية ليس في منطقة الطائف وحدها بل في أنحاء الوطن وفي العالم العربي بشكل عام. كما تشهد الطائف احتضان مجموعة كبيرة من أبنائها الشعراء وبناتها الشواعر اللواتي لهن حضور شعري مميز داخل المملكة وخارجها.
تاريخ ثقافي عريق
من جانب آخر قالت د. مريم الحارثي ناقدة وأكاديمية بجامعة الطائف: نحن على موعد مع الشعر في فضاءات وأمكنة وجدانية فنية تاريخية، تنتصر للكلمة قبل المكان وللفكرة قبل الحدث، سيأخذنا الشعر إلى فضاء الإيقاع الرحب في مزجه بين الفن والتاريخ والأدب، فالطائف هويّة من سكنوا القصيدة وسكنتهم؛ إذ تضم أهم المنابر الثقافية الشعرية والأدبية العريقة: عكاظ، أكاديمية الشعر العربي، نادي الطائف الأدبي، وانطلقت منها جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع، كذلك شرفة الشعر ودورها في احتضان المواهب الشبابية وتقديمها للمشهد الأدبي السعودي والعربي.
وأبانت أن هذا الوعي المعرفي بالشعر والتراكم النوعي، وما تحفل به الطائف من مؤانسة أدبية شعرية فياضة لا تنضب؛ ينم عن تاريخ ثقافي فني عريق، وأهلية رائدة؛ لاختيارها عاصمة الشعر العربي، وهذا سيسهم في إحداث نقلة نوعية؛ لإبراز الدور الريادي لتاريخ الطائف الأدبي والشعري.
التعليقات