توقف قليلا لا أحد قد يلاحظ تعابيرك المرتبكة، أو نظراتك الشاردة، وأفكارك المثقوبة، أو ينتبه لملامحك المبعثرة أحيان تستطيع خِداع البعض حولك بأنك على غير ما تحمله قسماتك وأنت بخير.. وفي داخلك ترجو خيرا من الله عز وجل.. هنا تكون قوتك وتحمي روحك من السقوط أمام الآخرين..

تحتاج تارة لتغيير تشكيلك في واقعك المزدحم، ومواجهة أقدارك بمتانة روحك ويقين قلبك. وتستمر فتحتاج أن تحمِي أحلامك فلا تسمح لأحد أن يحبطك، أو يقلل معنوياتك، تحتاج أن تدفع ظنون الآخر السيئة فيك فتمنع ذاتك من الفشل، وتعزل نفسك عن معارك اليأس داخلك.

ما يمر بك عليك أن تزيد خبرتك منه، وتختار إما أن تكون ضحية مواقفك وربحك أو خسارتك، أو تسمح للأخطاء أن تعبر فوق ظهرك، وتكسر ضلوعك.. من السخرية أن تطلب من الآخر الوثوق بما لديك وأنت لا تثق بها، وتجد نفسك متراجعة مقابل تقييم الآخرين تذكر أنت طريق مرور، ومعبر للآخرين سيمر عليك الكثير وتعي أن كل شخص يترك بصمة في حياة الأشخاص المحيطين به وحين يكون له أثر عميق، ويضيف لواقعك وقلبك تلتصق بدروبه العابرة وعندما يرحل؛ قد تشعر بذلك الفراغ وكأنه حفرة عميقة أثرت في حياتك. وتستمر في عبورك لتموج بك الأيام وحين تصل إلى مواطن التمييز بين الحق والباطل، والصح والخطأ تدرك أن في هذه الحياة ليس عليك إثبات أي شيء لأي شخص يشاكسك، يعاكسك اهتم بنفسك، أقنعها بما لديك اجعل حجتك تقنعك بقدراتك واجعل وعيك خلف نفسك وأمام فهمك.

كلنا نريد أن نكون عظماء لكن علينا استيعاب أننا لا نولد عظماء، ونفهم أن نمونا وتأسيسنا في كنف الدين القويم والعلم النافع والوعي المستمر بعون الله يصنع عظمتنا ويقودنا نحو عظمة النفس وقيمة الذات.

نعلم أننا لا يمكننا تغيير ما لا نعرفه لكننا وبمجرد أن ندرك حاجتنا الفعلية للتغيير ونقف على غاياتنا الصادقة من التغيير، لا يسعنا إلا أن نغيّر وعلينا أن نتفهم أننا لا نستطيع تغيير العالم الذي نحن فيه ولكننا يمكن أن نغيّر من أنفسنا من خلال الأفعال، والسلوك، والقناعات، والخلفيات عن الأشياء حولنا وبذلك تحول مسيرتك إلى عالم موازٍ يكون بالفعل أكثر انعكاساً وأكثر تمثيلا للتغيير الذي أحدثته في نفسك طرقات القدر لا تنحاز إلى أي جانب، بل تحافظ على توازن الحياة فيما بين البشر فقدرك مرتبط بحكمة تفاعل البشر.

لن يساعدك اللوم أو التشكي على عبور مستقيم تستطيع من خلاله قطع مسافة قدرك لأن الأمر محتوم فالفعل ورد الفعل مقدر، اوشم قلبك بالاطمئنان تحصل على الأمان وتذكر أن جميع الناس يموتون، لكن ليس جميعهم يحييون بأقدارهم لكنهم لا يعيشون حقا كما ينبغي، تأمل غالبا سترى أن المعايير حولك وبمسطرتك منقلبة في واقع قد تظن أنه متساوٍ وقلما تجد من يصطنع اتجاها يعرف مقتضياته، فتأتي تطلعاته مترهلة ومشتتة تعاني تضاربا بين واقعه وحقيقته، ذلك الاهتزاز قد يتمثل في تبنّي قناعات سامية لا نسمح لها بالاختزال أو الانتقاص.