قامت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، بنقل أعضاء لجنة الطوارئ العليا لحركة الأسيرة إلى مكان مجهول، وذلك بعد قرار قيادة الأسرى خوض إضراب الحرية أو الشهادة.

وقالت الحركة الأسيرة في بيان مقتضب إن "مرحلة ما بعد إخراج وعزل أعضاء لجنة طوارئ الحركة الأسيرة ليست كما قبلها، حيث نبدأ بشكل فعلي في بركان الحرية أو الشهادة الذي لن نتراجع عنه إلا بتحقيق كامل أهدافنا ونكسر عنجهية هذا المحتل".

وحذرت وزارة شؤون الأسرى والمحررين من إجراءات الاحتلال تجاه الحركة الأسيرة، وحملت حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة الأسرى.

وأوضحت الوزارة في بيان مقتضب وصل "الرياض" نسخة منه، أن ما قامت به إدارة السجون من نقل وعزل لقيادة لجنة الطوارئ، هدفه تشتيت مواقف الحركة الأسيرة، وفصل القيادة عن باقي الأسرى في السجون في محاولة لإفشال خطوة الإضراب. وتأتي خطوة نقل أعضاء لجنة طوارئ الحركة الأسيرة إلى مكان مجهول، ضمن تهديدات إدارة سجون الاحتلال، بمعاقبة قادة الحركة الوطنية الأسيرة الذين شرعوا بالإضراب المفتوح عن الطعام، بعد فشل كل جلسات الحوار التي تم عقده خلال الأيام الماضية للوصول إلى اتفاق.

وأعلنت لجنة الطوارئ العليا شروع الأسرى داخل سجون الاحتلال معركتهم مع الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان يوم الخميس المقبل.

من جانب أخر حذر مسؤول بارز في السلطة الفلسطينية الأربعاء، من الردود الميدانية للتصعيد ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل وذلك قبيل ساعات من شروعهم بإضراب جماعي.

وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ في بيان "الحكومة الإسرائيلية بوقف كل إجراءاتها التصعيدية تجاه الأسرى الفلسطينيين".

من جهة أخرى، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر وصباح الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، فيما اندلعت مواجهات في بعض المناطق. وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت 25 فلسطينيا من الضفة والقدس، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال، وذلك بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد الاحتلال ومستوطنيه.

وتركزت المداهمات والاقتحامات في محافظات، نابلس، وبيت لحم، ورام الله، وجنين، والخليل، إذ تم خلالها مداهمة واقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات. واندلعت اشتباكات مسلحة ومواجهات خلال اقتحام الاحتلال للمدينة ومخيم عسكر، واستهدف المسلحون قوات الاحتلال بالرصاص والقنابل محلية الصنع.

ونشرت قوات الاحتلال قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة بالمخيم.

ونقل عن مصادر طبية بالمدينة، إصابة شاب بالرصاص الحي بالظهر، وإصابة آخر بالرصاص المطاطي، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق.

كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم قدورة وسط مدينة رام الله، تخللها اندلاع مواجهات مع الشبان.

واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال، حيث رشق الشبان الجنود بالحجارة والمفرقعات، وسط إطلاق القنابل الغازية والصوتية.

وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية داخل أقسام مجمع فلسطين الطبي خلال الاقتحام، وأفاد شهود عيان أن أكثر الأقسام تضررا كانت أقسام إنعاش جراحة القلب والقسطرة، وقسم الأطفال.

وأضافوا أن الغاز السام الذي ألقاه جنود الاحتلال تسبب بإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق وتسبب بحالة هلع وخوف كبيرين لدى المرضى ومرافقيهم، خاصة الأطفال وأصحاب الأمراض والأزمات الصدرية والمزمنة.