أعرف أن كلمة الموضة معربة، لكنها الكلمة التي تتبادر إلى أذهاننا إذا أردنا أن نتحدث عن الأزياء أو كل ما نرتديه، الكلمة البديلة ستكون أجنبية أيضاً. الفاشن، وهي ليست معروفة أو متداولة بقدر الموضة.
كنت أريد أن أتحدث عن الكعب العالي، تاريخه ولماذا وصل إلى مرحلة الرعب، وكيف يمكن أن تخاطر المرأة بحياتها من أجل الجمال حين ترتدي تلك الكعوب التي تصل إلى 20 سم، لكن بدلاً من ذلك، سأتحدث عن تاريخ الموضة وصناعة الجمال، أفضل أن أتحدث عن الأشياء الإيجابية بدلاً من التفكير في النسوة اللاتي قررن الخضوع لعبث الرجال الذين لازالوا يرفعون طول الكعب العالي مرة بعد مرة، كأنهم يتحدون إلى أي مدى يمكن أن تخضع المرأة لإغراءات الجمال.
يمكننا البدء منذ العصور القديمة، منذ الفراعنة والرومان، وكيف أن الملابس استطاعت منذ القدم أن تدل على الطبقة الاجتماعية ومدى الثراء، لكن ذلك يحتاج إلى وقت ومساحة لا أملكها لذلك سأتحدث عن تاريخ الموضة الحديثة، تصميم الأزياء كما نعرفه الآن، والذي بدأ في القرن التاسع عشر تحديداً عام 1826 مع رجل يدعى تشارلز فريدريك وورث. الذي كان لديه محل للأزياء لكنه عرف بأنه لم يكن يستجيب لطلبات الخياطة فقط بل بدأ يفرض ذوقه على مرتادي المحل، ويوجههم إلى ما يناسبهم، اشتهر بذلك، ومن هنا بدأت هذه المهنة، مهنة تصميم الأزياء تحت اسم معروف. وبالطبع، كان ذلك في باريس.
ومن باريس ومن بداية القرن العشرين انطلقت صناعة الموضة، حيث كانت دور الأزياء تصمم ما تراه فناً وجمالاً وتقرره على بقية النساء في العالم. لكنها كانت لا تزال تعتمد على التفصيل والخياطة.
في منتصف القرن العشرين بدأ إنتاج الملابس الجاهزة، وبدأ الناس يتجهون إلى المحلات لشراء الملابس واختيار ما يعجبهم منها بدلاً من اختيار الموديل والتوجه إلى الخياط للقيام بتفصيله على حسب المقاس.
اليوم أصبح الهوت كوتور أو الخياطة المفصلة خصيصاً من الرفاهيات التي لا يتجه لها الشخص إلا في مناسبات محددة.
دور الأزياء الآن لم تعتد تكتفي بتصميم الأزياء بل أضافت إليها كل أنواع الإكسسوارات الأخرى من حقائب وأحذية وعطور ومجوهرات.. الخ.
في نهاية المقال أسأل نفسي لماذا بحثت في تاريخ الأزياء بدل الكتابة في تاريخ الكعب العالي. ربما لأنني أردت الوصول إلى أول من صمم حذاء العشرين سم، لم أستطع.
في النهاية، وكامرأة أحب أن أعترف أنني أحب ارتداء الكعب العالي، لكنني ضد المبالغة التي قد تؤدي إلى حوادث غبية.
الحديث عن الجمال لا ينتهي كالجمال نفسه.
التعليقات