إن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا خاصًّا به ليختم به الرسائل التي يكتبها إلى العجم؛ لأن العجم لا تقبل أن تأخذ الكتاب إلا إذا كان مختومًا، لذلك أراد صلى الله عليه وسلم تخصيص ختم له، وقد روى أنس مالك رضى الله عنه قال: "لمَّا أرادَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أن يَكتُبَ إلى العجَمِ قيلَ لَه: إنَّ العجَمَ لا يقبلونَ إلَّا كتابًا عليْهِ خاتمٌ فاصطنعَ خاتَمًا، قال: فَكأنِّي أنظرُ إلى بياضِهِ في كفِّهِ".

بعد أن توفي الرسول صلى الله عليه وسلم انتقل لبس خاتمه إلى الخلفاء الراشدين من بعده، فأخذه بعد وفاته أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب، وبعد ذلك لعثمان بن عفان رضوان الله عليهم، وبقي مع عثمان بن عفان إلى أن وقع منه الخاتم في بئر أريس، وهذا البئر موجود بالقرب من مسجد قباء.