لم أصدق ما شاهدته في هذا المهرجان، وأعني به مهرجان الزيتون بالجوف عندما قمت بزيارة إلى منطقة الجوف والتي تعد من مناطق المملكة التي تزخر بالإنتاج المتنوع والذي يعتبر من المكملات الأساسية في الأمن الغذائي حيث شاهدت ذلك الموقع الذي يقع على مساحة كبيرة في مركز الأمير عبدالإله الحضاري في سكاكا.
لن أتحدث عما كنت أتوقعه لأنني وجدت ما شاهدته بعيني يفوق الخيال، فعندما يتبادر للذهن مسمى مهرجان فقد يراه الإنسان صغيرا، لكن الواقع هو محفل دولي نفخر به جميعا.
نعم هو فخر للجميع لأن الشيء الذي أتصوره هو قد يتصوره كثير مثلي بأن الزيتون هو منتج واحد أو اثنان أو ثلاثة، ولكن الواقع غير ذلك فقد وجدنا هذه الشجرة المباركة تخرج من الإنتاج ما يفوق الخيال، فمنها يخرج الزيتون بألوان متعددة وأحجام مختلفة ومنها يخرج زيت الزيتون كذلك بنقاء يتذكر فيه الإنسان قول الله - عز وجل - (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار).
نعم مهما تحدثت عن هذه الشجرة المباركة فلن أوفيها حقها، كيف وهي من أفضل الأشجار وأجملها ومتعة النظر إليها في تلك المزارع يعطي للمشاهد انطلاقة ومتعة وراحة نفسية.
كما أن تعدد المشتقات التي تخرج منها قد لا يدركه إلا من يراه بعينه.
هي تجربتي الأولى في مثل تلك الزيارة التي قمت بها وكأني أسابق المؤلفين للكتب في كتابة بحث مطول عن هذا الإنتاج الذي يفرح به الجميع، ابتدأ المهرجان في 16 شعبان 1444هـ وانتهى في 25 شعبان 1444هـ. وكنت مثل غيري مِمّن يتمنون استمرار هذا المهرجان لمدة أطول لأنه فعلا مفخرة لبلادنا.
هذه الأرض الطيبة التي أنبت الله فيها هذه الشجرة المباركة تجعلنا نتساءل من يقف خلف تلك الإنجازات العظيمة.
حقا هي حكومتنا الرشيدة التي تقف وتدعم تلك المنظومة الزراعية دعما غير محدود.
إن وجود 60 مشاركا في صالة الزيت والزيتون دلالة على هذا الدعم السخي والتنظيم الرائع الذي من خلاله استحدثت أكثر من 250 فرصة وظيفية مؤقتة للجنسين، كما تنوعت تلك المشاركات إلى أن تجاوزت خارج هذا المعرض والمناطق المحيطة به لنرى فيها منطقة الفنون التشكيلية لتضم مشاركة أكثر من 15 فنانا وفنانة لتقديم الفن التشكيلي، وكذلك في منطقة البوليفارد والتي تضم مشاركة 21 (علامة سعودية في مختلف الأنشطة التجارية) وتشمل كذلك منطقة المعارض مشاركة الرعاة والجهات الحكومية كما أن هناك منطقة للمطاعم وأركان للقهوة والشاي بتجربة ترفيهية مميزة، وكذلك منطقة لمطبخ الزيتون لتقديم وصفات غذائية مختلفة يكون الزيتون المكون الرئيس فيها عبر تجربة الطبخ المباشر مع مجموعة من الطهاة السعوديين، وشمل هذا التنوع منطقة مسرح العالم والذي قدم أكثر من 7 عروض عالمية لكل دولة مشاركة، كما تم تخصيص مسرح لتقديم عروض للأطفال والفنون الشعبية.
كل ما ذكرته في هذا المقال هو مختصر لما شاهدته خلال مروري بتلك الأجنحة المميزة، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
لقد لفت انتباهي كرم أهل هذه المنطقة وابتسامتهم وفرحتهم بالضيوف، والكل منهم يقول تفضلوا عندنا قبل أن يتحدث عن الإنتاج، بل ويصر كثير منهم على ألا نغادر المكان إلا وقد أخذ موعدا مشددا لدخول منزله واعتبار أن الضيف هو مكسبهم في هذا المهرجان.
تبادر لذهني أن أرى بعيني تلك الأشجار على الطبيعة، وأن أزور أنا وبعض زملائي أكبر المزارع في منطقة الجوف، ووقع اختيارنا على مشروع الوطنية الذي كان بدعم سخي من حكومتنا الرشيدة ليصبح صرحًا زراعيًا شامخًا يقع على مساحة كبيرة جدا لتنوع النباتات فيه والزراعة والإنتاج الحيواني، والذي يعتبر الأمن الغذائي لبلدنا كل ذلك هو بحق يجب علينا أن نذكره ونشكر الله عليه، ونقول للعالم أجمع: هذه بلادنا، وهذه حكومتنا، وهذه أرضنا التي أخرجت - بفضل الله - تلك الأرزاق التي نراها.. والحمد لله رب العالمين.
التعليقات