هل تقوم بأكثر أو أقل مما هو متوقع منك في العمل؟ عندما ترى مشكلة في العمل هل تبادر بطرح الحلول لحلها؟ هل أنت متحمس للطرق التي يمكن لفريقك أن يتحسن بها؟ هل تشارك أفكارك أم تحتفظ بها لنفسك؟ هل تبادر بطرح الحلول التي تواجه النصوص النظامية أم تفضل السلبية والالتزام بالنصوص النظامية؟ هل تتقبل الحلول والأفكار المطروحة وتتبناها وتناضل من أجلها؟ هل مفهوم المصلحة العامة لديك غطاء للخوف من المبادرة واتخاذ القرار؟ هل تحاول تبرير فشلك كقائد بخلق المزيد من الإجراءات والضوابط للهروب من المسؤولية؟ هل أنت تعاني من متلازمة الأيادي المرتعشة؟ هل سياستك الإدارية تقوم على باب سد الذرائع... الخ؟
اليوم أصحاب الأيادي المرتعشة والخائفون من أي مبادرة هم في الحقيقة أشخاص يعانون من حالة مزمنة من الخوف والشك قبل توليهم أي مسؤولية والبعض يمثل المنصب والمسؤولية بيئة يمارس من خلالها المزيد من الإسقاطات الشخصية والدفاعات اللاشعورية لذلك سريعا ما تنكشف شخصياتهم في ميولهم لخلق المزيد من الشكوك والمخاوف والدفاعات والخوف من أي مبادرة أو فكرة ومحاولة زحلقة تحويل الأعمال والمهام على الآخرين وتقديس النصوص على حساب روح تلك النصوص والحلول الاستثنائية.. وفي آخر المطاف فهم شخصيات وظواهر كلامية منظرة غير فاعلة ومبادرة.
اليوم أصحاب الظواهر الكلامية وغير المبادرين يحاولون تغطية القصور في شخصياتهم بالمزيد من البربقندات الإعلامية والتنظيرات غير القابلة للتنفيذ لخلق هالة من الحماية لشخصياتهم وتحويل الأنظار إلى أمور أخرى تبدو أفكارا ملهمة وتدعو للتفاؤل، ولكن عندما تبحث في النتائج والإنجازات تجدها لا تخرج عن الإطار الورقي وورش العمل والمزيد من الدراسات التي هدفها كسب المزيد من الوقت والمصالح وعدم الانكشاف للواقع الحقيقي لإمكاناتهم الشخصية.
اليوم عندما يعمل أي شخص مبادر في مثل تلك البيئة الخائفة وغير المبادرة يحاول في البداية أن يفعل أي سلوك أو يقدم فكرة لتغيير الوضع.. ولكن عندما يجد العكس فإنه لا يلبث أن يعاني من الإحباط وإجهاد العمل والاكتئاب، وأيضا عندما يخشى التحدث بصراحة وصدق فإنه يكبت مشاعره وقد تنتابه حالة من الشك الذاتي في قدراته وإمكاناته وقلة الثقة بالنفس حتى الموظفين المتمرسين سينتابهم الشعور بأنهم لا يعرفون ما يكفي للتقدم ولا يكتسبون المزيد من الخبرات التراكمية.
اليوم أخذ زمام المبادرة هو أحد أكثر الأجزاء تحررًا ومكافأة لكون الشخص محترفًا إداريًا، والخوف من ارتكاب الأخطاء ومن التقييم السلبي للآخرين مجرد مخاوف غير واقعية وعقلانية تم اكتسابها من البيئة التي تربى بها الشخص ولكن يجب أن نكون أكثر وعيا ونضجا وألا ننقل للمؤسسات التي نديرها مشاكلنا الشخصية ومخاوفنا وشكوكنا فالتأثير سيتجاوز تلك المؤسسة إلى الموظفين والمستفيدين.
التعليقات