تعني الإنسانية بمكوناتها وركائزها الأساسية على العون لكل معاناة إنسانية أينما وجدت، مع اهتمام خاص للفئات الأكثر ضعفاً دون محاباة لطرف دون آخر، ودونما تمييز استناداً إلى المبادئ الإنسانية الدولية المعتمدة، مع إيلاء اهتمام خاص للضحايا الأكثر ضعفاً، ويتم ذلك بتوجيه المساعدات بشكل غير متحيز للمحتاجين، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو السن أو الجنسية أو الانتماء السياسي.

على إثر الاندلاع المسلح في السودان الذي دخل الأسبوع الثامن وحصد الكثير من الأرواح، ما عطل الحياة اليومية وتفاصيلها الطبيعية وقوض آفاق التنمية لهذا البلد الشقيق، تم توجيه المساعدات الإنسانية من المملكة لإنقاذ هذه الأرواح وتخفيف المعاناة أثناء حالات الطوارئ التي أعلنت منذ بدء الأزمة السودانية وحتى الآن، وقدمت فيها المساعدات الإغاثية من المملكة في أكثر من 350 طناً من المساعدات الطبية والصحية والإيوائية والإغاثية للشعب السوداني.

بذلك قدمت المملكة رسالة سلام وساهمت في تسوية النزاعات من خلال الاجتماعات في مدينة جدة بين الفرقاء السودانيين كخطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة، وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان وحماية مقدرات شعبه.

وقبل ذلك وأثناء النقاش على طاولة الحوار في القمة العربية التي استضافتها المملكة مؤخراً كانت ولا زالت تدعو إلى ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإغاثة ترتبط بالتأهيل وبناء السلام التي عبرت المملكة بدعمها الإضافي لرسالة السلام عبر تدشين الجسر الإغاثي تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - تجسيدًا للدور الإنساني النبيل الذي تقوم به المملكة تجاه الدول الشقيقة والصديقة.

وبإلقاء نظرة على المساعدات الإنسانية والإغاثية نجد أنها تترجم جوهر الرؤية وتتشكل بالمبادرات الإنسانية التي قدمتها المملكة لرفع المعاناة عن الإنسان في أي بقعة من بقاع المعمورة حيث لاقت مبادرة إجلاء رعايا الدول التي قامت بها المملكة من السودان الشقيق ترحيباً عظيماً، كونها تؤكد على وحدة المصير الإنساني، وتستند إلى عِظم المسؤولية النبيلة التي تقوم بها المملكة في ظل قيمها وثوابت مجتمعها.