مشاعر عظيمة تتملك كل سعودي وسعودية، وهو يَشهد مرور ثماني سنوات ناجحة على إطلاق رؤيتنا المبهرة، تلكم الرؤية التي دشنها سمو ولي العهد يوم الخامس والعشرين من أبريل عام 2016م، هنا في العاصمة الرياض.
أتأمل الكثير مما تغيّر فينا -نحن السعوديين- على المستويات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، الكثير مما نلحظ، أو مما يلاحظه الآخرون، هنا ثماني وقفات خاطفة ضمن عشرات، تزيدنا فخراً وبهجة بهذه الرؤية المباركة، من قيادة لا ترضى إلا أن نكون على رأس ركب المقدمة.
أولها: أن إيماننا الأكيد ببلادنا وقادتنا ازداد رسوخاً، فها هي بلادنا بهمّة أبنائها تحقق المستحيل، ونصل إلى الكثير من المستهدفات الطموحة للرؤية قبل انتصافها العام الماضي.
التحوّل الكبير في صورة القطاع الحكومي، الذي أضحى سابقاً بخطوات عديدة للقطاع الخاص، سواء على مستوى الخطط الاستراتيجية والتنفيذية، أو حتى في استقطاب وبناء القيادات والكفاءات، حتى أمسى مجرد العمل في جهات حكومية رائدة ميزة يتسابق عليها الطامحون للنجاح.
تعاظم دور المرأة السعودية، إذ صارت رقماً يشار له بالبنان، وها هنّ بنات الوطن يقدن وطنهن في كل المجالات بلا استثناء، إذ ارتفعت نسبة مشاركتهن إلى 34 % حسب مؤشرات الهيئة العامة للإحصاء.
الرقم الطموح لصندوق الاستثمارات العامة اقترب من التحقيق، إذ قفزت أصول الصندوق بنحو 340 % خلال ثماني سنوات، واقتربنا من التريليون الأول نحو الثاني، ضمن أكبر الصناديق السيادية في العالم.
انخفاض أرقام البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، حتى وصلت إلى مستوى تاريخي عند 7.7 % نهاية عام 2023م، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات رواتب السعوديين، والمثير هنا أننا اقتربنا من تحقيق المستهدف قبل سبع سنوات.
نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، وروشن، وغيرها.. أسماء لمشاريع ضخمة، كانت قبل سنوات مجرد عناوين أخبار، واليوم نشهد افتتاح بعضها وقرب افتتاح البقية، وهذا تأكيد على جدية الرؤية في تحويل كل خططها إلى واقع ملموس.
وصول المملكة إلى المركز الثاني في العالم كأسرع وجهة سياحية نمواً، إذ نجحنا بالوصول إلى أكثر من 100 مليون سائح -نعم، مائة مليون!- نهاية العام الماضي.
وتبقى المؤشرات الاقتصادية هي حجر الزاوية، وهي الشاهد الأساسي على نجاح الرؤية، فالناتج المحلي للأنشطة غير النفطية بلغت نسبة مساهمته في العام 2023م أكثر من 50 %، مع نسبة نمو سنوي 4.7 %، وهذا دليل على أن مسيرة تقليل الاعتماد على النفط تسير في الاتجاه الصحيح -ولله الحمد-، ناهيك عن انخفاض مستويات التضخم نهاية العام إلى 1.6 %.
دوماً ما أتساءل عن ما سوف تحتويه رؤية المملكة 2040، عطفاً على نجاحات الرؤية الحالية، وتجاوز مستهدفاتها التي لم نكن نحلم بها سابقاً! حتماً سوف تتجاوز سقف توقعات المراقبين، عالية بهمة شعبٍ مؤمن وقيادة طموحة، ونحن قادرون على ذلك.
التعليقات