في أميركا لم يكن يتجاوز سعر خروف الأضحية، عام 2013، ما قيمته 180 دولارا، في بعض الولايات الأميركية كـ(مينسوتا) و (أيوا)، وفي عيد الأضحى الحالي 2024، أقل أضحية في كل الولايات المتحدة تباع بـ400 دولار، وقد تصل أسعارها إلى 700 دولار، وخصوصاً في الأماكن التي توجد بها كثافة سكانية للمسلميــن، كـ (نيوجيرسي) و (نيويورك) و (فيرجينيا) و (واشنطن دي سي)...
في هذا اليوم الأحد 16 يونيو، تأتي احتفاليـة عيد الأضحـــى المبارك، وهـو نفسه يوم النحر أو الأضحية، الذي يستمر حتى آخر أيام التشريق، في 19 من ذات الشهر، والمعنى أن تقديم الأضحية متاح شرعاً لمدة 84 ساعة، ولكن الناس اعتادوا في الغالب، أن يكون الذبح في أول أيام العيد، وهم يتعاملون معه وكأنه أمر واجب، والصحيح أنه مقيـــــد بشرط الاستطاعة المالية تمامـا كالحج، وبالتالي فهو ليس واجباً على كل أحد، وإلا ما كان هنــــاك فقراء في داخل وخــــارج الأراضي السعودية، يتم توزيـــع الأضاحي عليهـــم.
فيما يتعلق بالمملكــــة، معظم ما يخص الأضحية للحجـــــاج، يتم عن طـريق مشروع (أضاحي) الحكومي، الذي يديره ويشرف عليه البنك الإسلامي للتنمية، وقد وزع منــــذ تأسيسه في 1983 وطوال 41 عاماً، قرابة 25 مليون أضحية، وشملت خدماته 27 دولة، ولعل دول القرن الأفريقي ومسلمو الروهينغا من أكثر المستفيدين من أضحياته، بجانب المحتاجين في دول عربيـــة وأجنبية، وقبله كان الحجاج يذبحون الأضاحي، ويأخذون ما يحتاجونه، ومن ثم يتركونها في خـلاء مشعر منى، ما يكدس كميات كبيرة من الأغذية المهدرة، ويضر بسلامة البيئة.
توجد عادات غريبة في الدول الإسلامية، وتحديدا عند احتفالها بعيد الأضحى، كقيام سيدات البيوت في ليبيا، بتكحيل الخروف وإشعال البخور قبل نحره، ووضع الحناء على رأس الخروف، وعمل مصارعة بين الخرفان، وبواقع خروفين عن كل جولة، في الجزائر، ومن يفز تتم التضحية به أولاً، وفي الصين، يلعبون لعبة خطف الخروف، وفيها يقوم الأشخاص بركوب خيولهم، ويلاحقون الخرفان، وأول خروف يقبض عليه يذبح ويؤكل، ويتفاخرون في السنغال بخرفانهم العملاقة، التي تتجاوز أوزانها 250 كيلوغـــــرام، ويصل طــــولها لـ120 سنتمتر، وذلك بعــرضها أمام المنازل لفترة قبل ذبحها، ويظهر أن في طقوس الأضحية جنون، لا يبتعد عن الجنون في الفنون.
في أميركا لم يكن يتجاوز سعر خروف الأضحية، عام 2013، ما قيمته 180 دولارا، في بعض الولايات الأميركية كـ(مينسوتا) و (أيوا)، وفي عيد الأضحى الحالي 2024، أقل أضحية في كل الولايات المتحدة تباع بـ400 دولار، وقد تصل أسعارها إلى 700 دولار، وخصوصاً في الأماكن التي توجد بها كثافة سكانية للمسلميــن، كـ (نيوجيرسي) و (نيويورك) و (فيرجينيا) و (واشنطن دي سي)، والخرفان الأميركية، كانت أعدادها عام 1945، في حدود 56 مليون رأس، ولكنها تراجعت في 2024، لخمسة ملايين و200 ألف، ويعود ذلك إلى تراجع الطلب على الصوف، واستبداله بالألياف الاصطناعية في صناعة الملبــوسات والنسيج، والأفضليــــة في المائدة الأميــــركية للأبقار والدواجن على حساب الخرفان، وإنتاج الأخيرة لا يتجاوز واحد في المئة من إجمالي الماشية الأميركية، ويتركز في ولايتي تكساس وكاليفورنيا، بينما في المملكة إجمالي الإنتاج المحلي من الخرفان يصل إلى 52%، وبما نسبته 48% موزعة على بقية الماشية، كالإبل والدواجن والأبقار.
بالعودة إلى ممارسات عيد الأضحى المحلية، نجد أن بعض مربي ودلالي وتجار الماشية، يحيلون ارتفاع أسعارها، وذلك عند مقارنتها بالأسعار قبل 15 عاماً، إلى ارتفاع قيمة الشعير والأعلاف المستوردة، بفعل رفع دعم الدولة عن الأعـلاف، والذي كان يقـدر بنحو ثلاثة مليـــــارات ريال سنويا، أو 800 مليون دولار، وكيس الشعير زاد من 40 ريالا إلى 90 ريالا، أو من 11 دولارا إلى 24 دولارا، ولكني أرجح بأنها مجرد شماعة تعلق في كل عام، لتبرير المبالغة في الأسعار، وأصحاب هذه الحجة، يبيعون الأضاحي في الأسواق الثابتة والمتنقلة وزوايا الشـوارع، ويستفيدون من الحجاج ومن غيرهم، في داخل مكة، وفي بقية المناطق السعودية، ويختلفون في أسعارهم ومواصفاتهم، وحتى في دقة التزامهم بالاشتـراطات الصحية والشرعية، مع المعمول به في مشــروع (أضاحي) الحكومـــي، المحصور، من الناحية الجغرافية، في مشعر منى ومدينة مكة، لأنه ورغم إلغاء التطبيقات الذكية للحدود والمسافات، إلا أنها قد لا تفيد عند رغبة صاحب الأضحية في معاينة أضحيته، أو إذا أراد ذبحها بيده دون وسيط.
استكمالا لما سبق، أفضل الخرفان في المنطقة العربية، يمكن اختصـــارها، في الخرفان النجـــدية والحرية بالمملكـــــة، والرحبية او الجبليـــة في عمان، والنعيمية أو العواسيـــة في الأردن، والعســـاف الفلسطينــي، وأولاد جلال الجـــزائرية، والصـــردي المغــــربي، والبرقاوي الليبي، والبــــربري التونسي، والكبابيش السودانية، والرحمـاني المصري، وهذه تسمياتهــــا في بلدانها الأصليــة، واسعار الخرفان في الحج عالية جداً، وعلى المستوى المحلي، يعتبر الخروف النعيمي الأعلى سعراً وتصل قيمته إلى 4500 ريال، أو حوالي 1200 دولار، وأقلهــا البربري وقيمته في المتوسط 1500 ريال، أو ما يعادل 400 دولار، وكلاهما تتراجع أسعاره لأقل من النصف وربما أكثر، بعد عيد الأضحي، وفي هذا انتهازية واضحة، يفترض ان يتم التعامل معها بجدية، من قبل وزارات الشؤون البلدية والبيئة والتجارة، بالاضافة لهيئة المنافسة في جانب الممارسات الاحتكارية.
التعليقات