يحظى سوق العمل السعودي في رؤية 2030، بالكثير من برامج التطوير وخطط الإصلاح والتحديث، التي تُعلي من مكانته وترتقي بأدائه العام، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن سوق العمل النموذجي، يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يتماشى مع أهداف الرؤية وتطلعاتها في إيجاد وطن قوي، ومواطن فاعل.

بمرور نحو ثمانية أعوام على الإعلان الرسمي عن الرؤية الطموحة، حرصت المملكة، ممثلة في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، على بذل الجهود وابتكار المبادرات، التي تجعل سوق العمل السعودي جاذباً للمواهب والمبدعين من أبناء الوطن والأجانب، ليس هذا فحسب، وإنما يكون منافساً على صعيد أسواق العمل العالمية، وبالفعل، ساهمت إستراتيجية سوق العمل من خلال برامجها ومبادراتها الداعمة، في تحقيق أهداف الرؤية وتطلعاتها.

وإلى اليوم، وسوق العمل، يجني ثمار برامج الرؤية واهتمامها، آخر تلك الثمار، حصول المملكة على التصنيف الثاني عالمياً كأفضل دولة في مؤشر سعادة المغتربين في حياتهم العملية بالخارج، وفق تقرير «إكسبات إنسايدر 2024» الذي يعتمد على أحدث استطلاع للمغتربين.

المغتربون في سوق العمل السعودي، أقروا بإيجابية هذا السوق، وقدرته على تحقيق تطلعاتهم في صنع حياة أفضل لهم ولعائلاتهم، من خلال فرص عمل جيدة، تتناسب مع خبراتهم العملية، تحقق لهم الأمان الوظيفي والاستقرار الاجتماعي، والاستقرار الاقتصادي من خلال أجور عادلة.

وصول سوق العمل في المملكة، إلى هذه المرحلة من النضج والكفاءة، ليس من فراغ، وإنما جاء من إعادة تنظيم السوق على مرتكزات علمية حديثة، وسن عدد من الأنظمة والتشريعات، وتفعيل المبادرات، التي تستهدف تعزيز بيئة العمل، وحفظ العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل، مع اعتماد التقنيات الحديثة، لسرعة إنجاز المعاملات، حيث تمكنت الوزارة من أتمتة أكثر 80 % من خدماتها، بإجمالي أكثر من 1000 خدمة رقمية وتستهدف خلال العام الجاري (2024) إضافة 300 خدمة جديدة على منصاتها الرقمية.

وبالحديث عن إنجازات سوق العمل السعودي، لا ننسى إنجاز تراجع معدل البطالة بين المواطنين، ووصوله إلى 7.6 % في الربع الأول من هذا العام (2024)، بانخفاض مقداره 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع الرابع من 2023، وبتراجع سنوي 1.1 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من 2023، وذلك ضمن مشهد عام، يؤكد نجاح الرؤية في استثمار الكفاءات البشرية الوطنية، والاستفادة منها قدر المستطاع في تحقيق أهداف الرؤية.