تعتبر مراكز التدريب الإقليمية لكرة القدم امتداداً لرؤية المملكة 2030، وقد تم إنشاء تلك المراكز في عام 2019م بمبادرة من وزارة الرياضة، ممثلة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، عبر إدارة البراعم والأكاديميات ومراكز التدريب، حيث تم بُدئ العمل في مراكز التدريب الإقليمية للبنين قبل ست سنوات، بينما مراكز التدريب الإقليمية للبنات قبل أربع سنوات.
إن المنزلة العلمية الهائلة التي تتمتع بها مراكز التدريب الإقليمية لكرة القدم من حيث اختيار الكثير من البرامج التدريبية رفيعة المستوى التي تعمل على إحداث التميز لدى اللاعبين في مراكز التدريب الإقليمية، فضلا عن الاهتمام ببناء اللاعب من مختلف النواحي جسدیاً ومهاریاً وخلقياً وفنياً ولياقياً، كما أنها تنمّي الفكر لدى اللاعبين وغرس هوية اللاعب المحترف، وفق عمل منظم ومتجانس، بالتعاون مع نخبة من الأشخاص ذوي الكفاءة الإدارية والفنية المتخصصة في هذا المجال، لتواصل تلك المراكز التدريبية الإقليمية دورها الفريد كمصدر نور علمي ومعرفي بالقطاع الرياضي في وطننا الحبيب، وبما يتناسب مع الرؤية الطموحة 2030 لجعل المملكة العربية السعودية في أوائل الدول العالمية على المستوى الرياضي.
تعد مراكز التدريب الإقليمية واحدة من أهم مبادرات إدارة التطوير والمبادرات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتهدف ضمن استراتيجية الاتحاد السعودي لتطوير أكثر من 4 آلاف لاعب بحلول عام 2025م، بما تحتويه من جرعات تدريبية مختلفة في مجال لعبة كرة القدم ومهاراتها المتنوعة، إذ إن تلك الجرعات قادرة على أن تجعل من مخرجات المراكز مواهب كروية وطنية من مواليد 2010 إلى 2014 تسهم في عملية تصحيح وتطوير العمل الرياضي في الأندية والمنتخبات الوطنية بفئاتها، من خلال منحهم الفرصة الرسمية في تنفيذ وتطبيق الفكر العلمي الرياضي الذي تلقوه في مراكز التدريب الإقليمية على أرض الميدان.
ولعل امتداح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) جياني إنفانتينو أسلوب العمل الذي يتم في مراكز التدريب الإقليمية، بعد اطلاعه على عرض لخطة عمل المراكز قدمه المدير التنفيذي لإدارة التطوير والمبادرات عبدالله المنصور، خلال زيارته لمقر الاتحاد السعودي لكرة القدم، خير شاهد قيمة الفكرة وجودة العمل.
إن الرياضة السعودية أصبحت اليوم منفتحة على الدول العالمية الأخرى، ودائما ما تبذل جهودها للوصول إلى إحراز أعلى درجات التطور والرقي في مختلف دوائرها عملها الإدارية والفنية عبر تثبيت أعمدة مفهوم الفكر الإداري الرياضي الحديث، وأيضا من خلال المبادرات المميزة التي يتبناها سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة وطموحات سموه إلى ربط العلم بالرياضة، إيمانا من سموه بتعزيز مخرجات الرياضة السعودية في مجال استكشاف وتطوير المواهب وصقل خبراتها، ولا ننسى الدعم والمتابعة المستمرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - يحفظهما الله - لما تقوم به الرياضة من دور في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
التعليقات