عادل الكلباني


المُطاوَعَة

>المطلوب من المسلم أن يوطن نفسه على التواضع والتنازل عن رغباته حيث لا يترتب على ذلك إضاعة حق لغيره، وهذا يساعد على التخلص من داء التعالي والكبر الذي تنهار بسببه الصداقات والعلاقات الزوجية والروابط الأخوية.. الطاعة حين تذكر ككلمة مستقلة فإن لها في مفهوم المعاني معنى الامتثال والانقياد، ثم تتفرع تلك المعا...

كواليس الحياة

>تفاصيل الحياة هي حقيقة الإنسان، وهي سعادته أو شقاؤه، لا مجرد اللقاءات العابرة، أو حتى التغريدات المنمقة والمنشورات المحررة، فكل ذلك قد لا يكون انعكاسًا حقيقيًا للمغرد أو الكاتب، فحقيقة شخصيته هي في كواليس حياته.. كثير من الناس يرسم عن حياتك صورة نمطية بناءً على ما يراه منك في لقاء، أو ما يوحيه إليه مظ...

الحملة الأمنية على المخدرات

>إن الحملات الأمنية التي تأمر بها قيادتنا حرصا منها على حياة إنسانية ومستقبل نقي لشبابنا، ستكون أكثر تأثيرًا؛ حين تجد المواطن في صفها كرجل أمن متشبع بالوعي - وهو كذلك - مقدرًا الجهود والتضحيات التي يقوم بها رجال الأمن في سبيل تنقية المجتمع من هذه الآفة.. لن تجد عاقلًا إلا وقد طرق سمعه ذكر (الضروريات الخ...

مملكة الوفاء

>في نشر محاسن الأخلاق والتأسي بأهل الوفاء من قيادتنا المباركة في مواقفهم نشر للإسلام وإظهار محاسنه، وفيه إبراز ما يتميز به هذا البلد وقيادته وشعبه من الإنسانية والرحمة والإيثار والكرم حتى يستديم ذكر هذا البلد بالخير والعطاء والكرم والمواقف أرضًا وشعبًا وقيادةً.. قد تصعب العبارات أحيانًا في تفسير الوفاء،...

التجارة الرابحة

>أين هي التجارة التي لا تبور، ولن تبور، لا يمكن لها أن تخسر مطلقاً، مهما كانت الجائحات، ومهما تغيرت الأحوال، ومهما كان مستوى الاقتصاد وسعر العملة، ولو توقف النشاط بحجر أو بغيره؟ إنها التجارة مع الله، فهي تجارة لن تبور، تجارة ربحها بيّن، مضمون، ورأس مالها لا يكلف شيئاً.. يتمنى الناس كل الناس أن يكونوا ...

عطر الكلام

>إن من أعظم ما يرفّه به المسلم حياته ويزين بها أفعاله وأقواله وسريرته القرآن العظيم، وخاصة في هذا الشهر المبارك، فقد سمعنا من خلال المتسابقين ما أطرب وشنف أسماعنا من حسن التلاوة، وجمال الصوت، وإتقان المقام، وبديع لكنةٍ.. لم يكن (عطر الكلام) الذي منّ الله به عليّ لأكون أحد أعضائه والعاملين فيه، برنامجاً عا...

التحول الروحاني

>هناك شيء قد لا يستطاع وصفه بالقول، مما يجب وينبغي للمسلم أن يحرص على استصحابه في نفسه، مهما تغيرت عادات الناس، ومهما أحدث الأحفاد ما ينكره الأجداد من عادات الدنيا، ذلك الشيء هو «الروحانية» الإيمانية، التي يستشعر بها المسلم متابعته وسيره على طريق نبيه صلى الله عليه وسلم.. في قول رسولنا صلى الله عليه وسل...

ونقلب أفئدتهم

>أحوال القلوب أشد تغيرًا، وأكثر تبدّلاً من أحوال الدنيا والتجارات والصناعات، فقد ينجلي عن قلبك همومه وأحزانه بمجرد فكرةٍ وإمعان النظر في قدرة الله على تصريف القلوب.. قد يبهرك أحيانًا ما تراه من تقلب الأحوال، فما بين لحظة وأخرى ينقلب طقس البلد، من صحو إلى ممطر، في لحظات فإذا بالسماء تنهمر، وإذا بالأرض ...

جماليات على الطريق

>كم هي تلك الآيات التي تصف جمال السماء وتزيين الله لها بالكواكب، وتزيين الأرض بالحدائق والأنهار والبحار، وما على الإنسان إلا أن يكون محافظًا على هذا الجمال الرباني، ومكتسبًا وصانعًا للجمال الإنساني الذي لا بد من وجوده لنشتاق لكل يوم جديد، نسعد فيه بجمال الحياة.. الجماليات المشتركة بين الناس هي تلك التي...

ويكبر الحب

>أما عن ديننا فنحن نوقن بما لا شك فيه، أن الحب أساس الدين وسبيل الجنة، لا أعني حب الله وحب رسوله وحب دينه، فهذا مما لا يصح الإسلام إلا به، بل أعني حب بعضنا بعض اجتماعيا، حتى يحب أحدنا لأخيه ما يحبه لنفسه، وفي الحديث "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا" فنفى الإيمان المجرد عن حب المشتركين فيه ...

الصبر على الابتسامة

>ليس هناك شيء تحل به الخصومات، وتؤلف به القلوب، وتتفاءل به العيون والأفئدة مثل الابتسامة الصادقة، فنحن بحاجة إلى تعلمها وإلى الصبر عليها حتى في المواقف الصعبة على قلوبنا.. قيل في الصبر: أنواعه ثلاثة؛ صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وكل تلك الأنواع تكلم فيها المتكلمون ...

كلمح بالبصر

>إن في علم الطبيعة والأحياء ما ينبهر عنده العقل لعظمة خلق الله سبحانه، فلعلك أيها الإنسان الحي موطنٌ لكثير من الأمم والأحياء التي جعلك الله لها مسكنًا، فالعلم الحديث أثبت بيقين أن على سطح بشرتك حياة لمخلوقات كثيرة، تسرح وتمرح وتحيا وتموت وتتكاثر.. نقرأ كثيرًا وتمر بنا كثيراً تلك الآيات التي تخبرنا عن ق...

يتألى على الله

>كم هو مؤسف أن ينتشر التألي على الله باسم الغيرة على دينه ومحارمه، فيزعم هذا أو يسأل أن يحشر فلاناً مع فلان، وكأنه قد علم أن فلاناً سيحشره الله في الظالمين، أو أن يهدد فلاناً بأن الله سيعاقبه، وسيصليه ناراً، وما أدراك أن الله سيفعل ذلك؟ أكنت به عالماً، أو على ما في يديه قادراً؟ الغَيرة على الدين خصلة مح...

دخول الإسلام من باب الأدب

>كعب بن زهير، الصحابي الجليل والشاعر المجيد، والأديب المخضرم، الذي جعل من الأدب بابا لدخوله الإسلام، فعمد إلى شرح حاله وخوفه من ماضيه ورجائه وأمله بسماحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصيدة لامية كان مطلعها يشكو بينونة محبوبته، واستيلاء الوجد على قلبه، وهي حالة خارجة عن أصل ما هو فيه من هم وغم، ولكن حين تج...

بيننا وبينكم

>في عصرنا هذا اتسعت طبيعة التعايش، ولم يعد بمقدور المجتمعات منع ثقافات الآخرين من التغلغل فيها، لكن تستطيع تلك المجتمعات المحافظة على ثقافاتها ونشرها ليعرفها العالم.. بين كل أنواع الخلق الذي لا يحصره إلا خالقه فوارق جعلها الله تكوينًا لتراها العين بشكل مختلف ويقرأها العقل قراءةً غير قراءته لشيء آخر، حت...

تنظيم العلم

>بيد أن الله ميز عقل الإنسان بفراغ كبير ومساحة مذهلة ليتعلم، ويستنبط، ويبدع، فيسعى في تخزين المعلومات فيها بما ينفعه ويطور معايشه بالتكامل والتوارث.. اختار الله الإنسان ليكون صفوة الخلق، وهذا مما لا يباح السؤال عنه بِـ"لِمَ" و"لماذا"، فهو في مفهوم المسلم وقوفٌ عند محكم التنزيل في قوله: «لا يسأل عما يف...

حُلُّوهُ!

ها أمر من النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين دخل المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فسأل: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا... حلوه ليصلّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد. وأمره صلى الله عليه وسلم بحلّ الحبل يؤخذ منه فوائد جمّة، أولها: هي ظاهر الحديث، ف...

كن واثقاً

>الثقة بالله يجب أن تكون زاد كل إنسان فضلاً عن المسلم، فما من شيء نحتاجه إلا واحتاج منا بذلاً للجهد والتفكير والحرص، وبالثقة بالله تهون العظام من الأمور، وتختصر الطوال من السبل، وتحقق ما قد يبدو في أعين الناس من المستحيلات، ولكنه في نظر الواثقين بالله شيء هيّن.. في كل مسيرة من مسيرات النجاح التي يسلكها بن...

أول يوم

>في هذه الأولية تأثير حقيقي جاء به الشرع، فمن بارك الله له في ساعة اليوم الأولى وأصبح كريم النفس طويل اليد، كان ذلك جالبًا للبركة والرزق والعطاء، وليست هذه البركة في الأولية موجودة في تدوين التأريخ، سواءً كان أول السنة أو أول الشهر، إلا ما خصه الدليل الشرعي بالبركة والتميز كأعياد الإسلام ويوم الجمعة ويوم ع...

بشت ميسي

>قد يكون إلباس ميسي البشت هي الدعوة الناجحة إلى إسلامه، أو حياده، وهي الرابط المعرّف عن ثقافة المجتمع العربي لدى كثير من جماهير ومحبي هذا اللاعب، وإذا استغلّت استغلالاً صحيحًا، فستكون باباً للتجارة يكون فيه «البشت» هو المسيطر على تجارة الأقمشة إلى بلاد الغرب.. لم يكن «بشت ميسي» مجرد هدية تعبيرية تناسب ا...

من المدرجات

> إنّ ما نراه من المدرجات بين اللاعبين من أخلاق وتسامح وبسمات هو مقصد شرعي أخلاقي في كل أطر الحياة، ليس شرطًا بين مسلم ومسلم، أو قريب وقريب، بل بين بني الإنسان كلهم، بين المسلم وغير المسلم، بين القريب والغريب.. لا تستطيع بمفردك وبحضورك المجتمعي أن تتجاهل حدَثًا جماهيره مئات الملايين إن لم تكن مليارات من...

إلى متى؟

>لا شك أن الفقيه سيسلك المسلك المبيح لما أباحه الله، وعند ذلك، فلا مكان للفوضى ولا للعشوائية، فإن كثرة الناس والجماهير تجبر الدول والحكومات على ترتيب لهوهم ولعبهم بما يستفاد منه إيجاباً في كل الجوانب.. في خضم المهرجانات العالمية التي تجمع شعوب العالم ليس إلا للاستمتاع بمواهب الإبداع الرياضي في عالم كرة ...

استمتعوا

>إنّ اللهو واللعب حين ينظم ويخلق فرصًا لتجديد الثقافات، وتلاقح التجارات، وتحسين العلاقات، فإن ذلك شيء مرغوب به، وأما ما قد يرافق ذلك من شوارد انتقادية، فهي داخلة في الآراء السائغة الطرح.. لم أهتدِ من أين أبدأ، وبأي أسلوب أعبر عن سعادتي كأي مواطن سعودي على الأخص، وكأي عربي عمومًا بفوز منتخبنا السعودي في ...

الثقلاء

>يُحكى عن الشافعي قوله: أثقل إخواني على قلبي من يتكلف لي وأتكلف له، وأحب إخواني إلى قلبي، من أكون معه كما أكون وحدي، وهذا فيه إرشاد لمن أراد القرب من الناس وكسب ألفتهم.. لقد أُلفت فيهم كتب، وقيلت فيهم أشعار، وسيقت في طبائعهم أمثلة، فمن هم الثقلاء؟ عسى ألا أكون أنا ولا أنت منهم ونحن لا نشعر. قد لا يكون...

عظيم من كل وجه 2

>عظمته صلى الله عليه وآله كانت سابغة رداءها على كل من حوله، فنال كل من أصحابه منها ما يناسبه، ليس الرجال فحسب، بل حتى النساء أخذن من عظمته، حتى سطرت أم عمارة ببسالتها ما يعجز عنه أشاوس الرجال في عصرنا هذا، وأم سليم، وسودة، وفقيهة الأمة عائشة.. تحدثنا في المقال السابق عن عظمته صلى الله عليه وآله وسلم وأ...

عظيمٌ من كل وجه (1)

>كان - صلى الله عليه وآله وسلم - عظيماً في خُلُقه {وإنك لعلى خلق عظيم}، عظيماً في رحمته، {بالمؤمنين رؤوف رحيم}، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، عظيماً في تيسيره وسماحته وتعاملاته {يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}.. أحدثكم اليوم في عجالة لا تليق بعظمة المتحدث عنه، والحديث عنه لا ينقطع، فهو بحر ل...

عادات أم عقبات

>بالنظر في الواقع الذي عاشه الأولون فأمر الشاب غير المهتم بصبوته وشبابه يعد مخالفًا للعادة وملفتًا للنظر، ولكنه لا يقارن بالنسبة إلى من قد يشابهه من شباب هذا العصر الذين داهمتهم ملذات الحياة من كل اتجاه، من مطعم وملبس ومأكل ومشرب، ومن لهو ومغريات عصرية تذهل العقول، ولم تأت هذه المغريات متدرجة لكي تنظم طريق...

الانضباط التتبعي

>حين تنزل الوحي واكتمل الدين كانت طريقة معرفة فقهه هو طريق واحد وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد شرع الله - قدرًا - أن يقع في حياته صلى الله عليه وآله وسلم خلافٌ فقهيٌ، وفي أصل من أصول الدين، وركن من أركانه وهو أداء الصلاة، فاختلف الصحابة في سفرة من الأسفار، وقد كان نهاهم النبي صلى الله عليه وآله وسل...

نافق حنظلة

>إن وقت المسلم بقدر ما هو نفيس فإن المسلم مأمور أن يقسمه بالعدل بين متعلقات حياته، وفي ذلك أيضًا أشار النبي صلى الله عليه وآله وسـلم في القصة المشهورة عن حنظلة حيث قال: "لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟.. قد يجد أحدنا متعته في الخلوة والعزلة عن الآخر...

نَفثةُ نُهَى

>إنّ الأزمنة تتغير، وأفعال الناس تتطور بتطور ما أبدعه العقل البشري، فالتجديد هنا لا يعني تشريع أحكامٍ ليس لها أصل في عمومات التنزيل الحكيم والسنة النبوية، إنما التجديد هنا هو الاتكاء على النصوص الشرعية وعمومات الأدلة.. غالبًا ما يجد كل ذي إبداع طريقه إلى الجماهير، ليرى ثمرة إبداعه ومجهوده مرسومةً على سل...