عبدالرحمن السلطان

كاتب وقاص, حاصل على ماجستير الإعلام تخصص الصحافة, وبكالوريوس الصيدلة, مهتم بالشأن الاجتماعي والعلمي, حائز على عدة جوائز في القصة القصيرة وصدر له ثلاثة كتب.

أربعينيات

اعتدتُ على مدى سنوات أن أدون بضعاً مما يستحق من تجاربي، وامتد الأمر لألتقاط لمحات من مواقف ودروس تعلّمت منها، وأمست نبراساً يقودني نحو الأمام، ولا أغلى لدي من أصدقائي القراء مشاركتهم ما جمعت في منتصف الأربعينات من عمري: "اختر معاركك"، في طريقك نحو تحقيق الأهداف سوف تواجهك معارك وتحديات، قليلٌ منها أساسي...

أدوية بالصدفة!

نعم، هي مستحضرات اكتشف أثرها العلاجي بالصدفة، لكن الوصول إلى تركيبتها الصيدلانية المناسبة كانت نتاج تراكم علمي للبشرية، وأيضاً جهداً دؤوباً وسرعة بديهة للعلماء. لعل أشهر الصدف ما فتحت الطريق نحو عصر المضادات الحيوية، ما عثر بالمصادفة العالم "ألكسندر فليمنغ" عام 1928م، حينما كان يدرس الأنزيمات القادرة ع...

من الجنازة حتى العزاء

قبل يومين شهدت جنازة والد أحد الأصدقاء -رحمه الله-، وتجدّدت فكرة الحديث عن واقعنا في الجنائز والعزاء، وضرورة تحسين تعاملنا مع العزاء حتى نتجنب المشقّة ويتحقق المقصد الشرعي والاجتماعي. حينما تعرف العائلة بوفاة فقيدها غالباً ما يُسقط في يديها، فلا يعرفون ما الخطوات الواجب اتباعها بالشكل الصحيح! فتتخبط الآر...

وانتصفت رحلة المجد

قبل سبع سنوات، بالتحديد في إبريل 2016م أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن رؤية المملكة 2030م، تلكم الرؤية الطموحة، التي لم يجرؤ أن يحلم بها أشد المتفائلين، بل شكك البعض بقدرتنا على الاقتراب من مستهدفاتها فضلاً عن تحقيقها! واليوم نراها واقعاً آمن به سمو ولي العهد وبشّر به! يصادف ...

عيديات 44

لا أروع من أن يعود عيد فطرنا ونحن نرفل في خير وأمان وبركة، وها نحن نسعد بعيدنا وسط طقسٍ بديع، وخيرٍ وفير، يشمل أنحاء بلادنا المباركة كافة، هذه التقاطات سريعة من عيدنا السعيد: عودة تقليد "الحوامة" في بلدات المنطقة الوسطى ظاهرة مبهجة، أعادت للعيد وهجه المفقود، والرائع اتساعها في أغلب أحياء مدينة الرياض. ...

تجاوز خياراتك المعهودة

لا أزال أتعجب من إصراري على تكرار بعض الخيارات وإعادة اتخاذ نفس القرارات، جازماً أنها المناسبة لي! رغم تكرار خطئي مرات عديدة، واكتشاف أن غيرها أفضل لي، بل إني أسعد بغيرها! تتشكل ملامح شخصيتنا خلال سنوات طفولتنا المبكرة، عبرها تتأسس معظم معتقداتنا وأفكارنا، ونظرتنا للحياة وخياراتها، وبالطبع نتأثر تدريجياً ...

عروس المصائف تعود

قضيت مؤخراً ثلاثة أيام في عروس المصائف، وبقدر سعادتي بالأجواء اللطيفة بقدر ما ابتهجت بمقدار تسارع مدينة الورد، وأن الطائف عائدة بقوة لتكون مقصد السياحة في كل الفصول. تعود بي الذاكرة إلى ما يزيد على الثلاثين عاماً، حينما كنا نقضي قسطاً من إجازة الصيف في الطائف، وبالذات في الشفا والهدا، ذكريات رائعة ما بي...

رمضانيات 44

عاد موسم الخيرات والبركات، وعُدنا لالتقاط اللمحات، وتوثيق مشهدنا الرمضاني: بقدر احتفائنا بعودة "طاش" ونجومه المحبوبين؛ بقدر أنه لم يستطع أن يتقرب من نجاحاته التاريخية، قد يكون تغيّر الذائقة وتعدد الخيارات هو السبب، أو ربما أن فريق طاش لا يزال أسير قضاياه السابقة التي تجاوزها المجتمع! لأول مرة يتصدر مسل...

مضخة ماء بلا ذراع!

ما إن تخترق شارع "برودويك" وسط حي "سوهو" اللندني، حتى تصادف مضخة ماء عتيقة على جانب الرصيف! ليس قِدمهما ما يثير الاهتمام؛ بل كونها بلا ذراع ضخ! يُسجل التاريخ لهذه المضخة دوراً محورياً ليس في القضاء على وباء الكوليرا، الذي ضرب مدينة الضباب منتصف القرن التاسع عشر مرات عديدة، بل حتى في بناء أساسات علم الأ...

لماذا تفشل الحملات الاتصالية؟

ميزانية ضخمة، أفكار مبتكرة، منتجات متنوعة، ظهور إعلامي واسع، ولكن الحملة الاتصالية في النهاية لا تحقق الأثر المطلوب، بل حتى قد لا تصل إلى جمهورها المستهدف! فما الأسباب؟ تتعدد أسباب فشل الحملات الاتصالية، سواء كانت حملة دعائية أو إعلامية أو حتى توعوية، لكنها تشترك دوماً في غياب التخطيط وعدم وجود خطة تواصل...

حتى تموت مبكراً!

من المؤسف أن تكون ميتاً وأنت على قيد الحياة! غير أن هذا ما تعيشه أجساد كثيرة دون أن تشعر بذلك! يتسرب الموت مبكراً لنا، والسبب الرئيس ببساطة هو أسلوب نظرتنا للحياة، وما يتفرع عنه من ممارسات وعادات، تتراكم مع الزمن، فتموت إما روحياً أو جسدياً وأنت حيٌ ترزق! أسلوب حياتنا الجَمعيّة، والسيطرة الأبوية من ...

هل زُرت «العُلا» مؤخراً؟

منذ ثلاث سنوات وأنا أؤجل زيارة "العُلا"، حتى تمكنّت هذا الأسبوع من الفوز بها، ودعني أخبرك كم تحسّرت على تسويفي هذه التجربة الاستثنائية! بحقٍ كانت من أجمل رحلاتي السياحية على الإطلاق! آخر زيارة لي لمحافظة "العُلا" كانت قبل أكثر من 13 عاماً وبالتحديد ديسمبر 2008م، وكانت ضمن رحلة شبابية في ربوع المنطقة، زي...

«يوم التأسيس».. اتصالياً

كم تمنيت ألا تنتهي هذه الأيام السعيدة، التي صادفت يوم التأسيس في دورته الثانية هذا العام، خاصة مع امتدادها لأربعة أيام متواصلة من الفرح والبهجة، والأهم الفخر بهذا الوطن العريق. تضرب بلادنا أطنابها في عمق التاريخ، فتكاد تكون من الدول القلائل التي لم ترزح تحت سلطة احتلال أو انتداب، والدولة التي تولى أمرها ...

كتب «بائع الكتب»!

ذات مساء قبيل التحاقه بالجامعة، توقف المراهق "شون بيثل" متأملاً متجر الكتب المستعملة في بلدته الساحلية "ويغتاون"، وقال مراهناً صديقه: "هذه المكتبة لن تبقى لعام آخر"! بعد ثلاثة عشر عاماً كانت المكتبة لا تزال تعمل وبنجاحٍ باهر، بل أن "بيثل" نفسه أمسى مالكها، ومُستوطنها! اتخذ "بيثل" قراراً بعد حصوله على ا...

ذكرى «نورة»

انقضى عامٌ على فقد والدتي "نورة بنت سليمان السويلم"، ولا يزال طيف ذكراها يلوح في كل زاوية، مضت أيامٌ وشهور وكأنما لم ترحل. يصادف اليوم 12 فبراير الذكرى الأولى لرحيل سيدتي الأولى، يومٌ لن أنساه ما حييت، خسرت فيه بوصلة حياتي ونور عيني، التي أدين لها بالفضل كله.. أدين لها بكل ما لدي اليوم. تلكم المرأة التي...

حتى ينجح "التواصل الاستراتيجي"

لن يحقق النشاط الاتصالي في أي منظمة أهدافه بمجرد تغيير اسمه من الإعلام أو التواصل المؤسسي إلى "التواصل الاستراتيجي"! دون تغيير حقيقي في رؤية المهمة الاتصالية نفسها، ومحورية دورها في اتخاذ القرار. يكمن الفرق الأساسي بين المفهوم التقليدي للإعلام أو العلاقات العامة وبين التواصل الاستراتيجي، في صميم منظور أص...

اقترب.. لكن ليس كثيراً!

سلوكنا الطبيعي أن نقترب ممن نحب وممن نعجب به، اقتراباً لا نشعر به، اقتراباً حتف الأنف، كما لو كان التصاقاً، اقتراباً قد يكون السبب المحوري لتدمير أي علاقة مهما كانت متينة ومتبادلة! نحن كائن اجتماعي لا يمكن أن يعيش وحيداً، نأمن لوجود الأهل من حولنا، نسعد لقرب الأحباب دوننا، المشكلة أننا مع الوقت نقترب أك...

أجيال الصيادلة «ميرك»

حينما غادر الصيدلي الشاب "فريدريش جاكوب ميرك" مسقط رأسه "شفاينفورت" وسط ألمانيا قبل ثلاث مئة وخمسين عاماً، ليدير ويمتلك صيدلية وراء أخرى، لم يدرك أنه سوف يضع بذور أٌقدم منشأة دوائية تنشط حتى اليوم على الإطلاق! لا تزال تحمل اسم عائلته ولا يزال أحفاد أحفاده يمتلكون معظم أسهمها. ولد "ميرك" عام 1573م، وعمل ش...

حينما يكتب الروائي لعبة فيديو!

لست من مدمني ألعاب الفيديو، لكن لطالما جذبتني الألعاب التي تعتمد على حبكة مشوقة وأحداث مثيرة، نعم البعض قد لا يلاحظ أن اللعبة تتضمن قصة على الإطلاق ويستمر في ضغط الأزرار وتجاوز الحوارات، بينما يتشبث لاعبون آخرون بكل كلمة وصورة في اللعبة، متلهفين على التحديات والألغاز القادمة. منذ ابتكار لعبة "أنبوب الأشع...

حسب "باركنسون" وقت الأعمال يتمدد!

انخفض عدد سفن البحرية البريطانية بين عامي 1914 و1928م، بالطبع ترافق ذلك مع تقلص أعدد الضباط وضباط الصف والعاملين على ظهر السفن، لكن عدد الموظفين الإداريين لم ينخفض؛ بل تضخم! أول من لاحظ ذلك هو الروائي التاريخي "سايرل نورثكوت باركنسون"، الذي كتب في مستهل مقالة ساخرة بصحيفة "الإيكونيميست" عام 1955م: "يُلا...

22 سؤالاً تحتاج الإجابة عنها قبل نهاية 2022م

يأتي «التقييم» ضمن مراحل ضبط الجودة لأي عملية، وبالتأكيد «نحن» في حياتنا اليومية أحوج ما نكون إلى تقييم جودة حياتنا ومسار تقدمنا. جمعت اثنين وعشرين سؤالاً من مصادر متنوعة، أكاد أجزم أن الإجابة المتجردة عليها، عما مرّ بنا خلال العام الفائت، سوف تساعدنا على إعادة الاحتفال بنجاحاتنا، واكتشاف مواطن التحسين،...

نجاحات الفوترة الإلكترونية

من السهل أن تُطلق المبادرات المحورية وتعلن المستهدفات الطموحة، لكن من الصعب أن تنجح في التطبيق وفي الموعد المحدد أيضاً! بيد أن هذا ما حققته هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في مبادرة "الفوترة الإلكترونية"، بكل فاعلية واقتدار. بدأت القصة قبل نحو عامين حينما أعلنت الهيئة عن خطتها الطموحة نحو تحويل إصدار الفوات...

أخلاقيات التواصل الاجتماعي

ليس من الجديد القول إن التواجد على منصات التواصل الاجتماعي ضرورة يفرضها العِقد الاجتماعي المعاصر، فهي فضاءً لا يمكن تجاهل وجوده أو اعتزاله، حتى لا تكون كمن يعيش وحيداً في كوكب آخر! وكما أن هناك أنظمة وأخلاقيات تحكم تعاملنا اليومي، يجرى مراكمة عدد من الأخلاقيات التي ينبغي الالتزام بها في فضاء التواصل البشر...

حماية الطفل سعودياً

منذ أن أعلنت الأمم المتحدة قبل نحو سبعين عاما عن اليوم العالمي للطفل، والعالم يتقدم سوياً نحو تعزيز مزيدٍ من الحماية والرعاية للطفل، هذا العام حمل عنوان: "الشمول لك طفل"، بهدف الحث على العمل لما يعود بالنفع على الأطفال، وإلى عالم ينعم أكثر بالمساواة والشمول. انضمت المملكة لاتفاقية حقوق الطفل عام 1995م، مؤ...

أنت ثعلب أم قنفذ؟

جميعنا يعرف قصة الأرنب والسلحفاة، وكيف أن الأخيرة فازت بالسباق! لكن هل سبق وسمعت قصة الثعلب والقنفذ؟ في استعراضي لكتاب "من جيد إلى عظيم" للكاتب "جيم كوين" لفت نظري استلهامه تلكم الحكمة اليونانية العتيقة ليس فقط على حياتنا الشخصية، بل حتى على عالم الأعمال! تعود القصة إلى الشاعر الإغريقي "أرخيلوخوس"، الذي ...

«شكراً» لما قد يبدو غير مهم!

تقابلنا الكثير من المواقف والأحداث التي تستحق الثناء والتقدير، ومنها أمور ومواقف وحالات قد يراها البعض غير مهمة، لكنني أرى ضرورة تسجيل العرفان لأبطالها وبعث رسالة شكر لهم: شكراً لكل من يؤمن أنه ليس محور الكون، وأن لا شيء يدور حوله. شكراً لكل من يعرف ماذا يريد، وليس ما يريد الآخرون! شكراً لكل من يتلمس...

لن تعيش مرتين!

لم أصادف في حياتي حتى الآن شخصاً عاش مرتين أو ثلاثاً! وبالتأكيد أنت كذلك! لذا فالحقيقة الثابتة أننا نعيش حياة واحدة، وليست اثنتين أو ثلاث! لذا فإن كنت ترغب أن تعيش حيوات متعددة في حياة واحدة مثل ما خبرت، فعليك بالتالي: إذا لم تستطع أن تختار ما ترغب في حياتك لا ما يرغب الآخرون؛ فرجائي لا تُكمل المقال! لأنه...

يا كبر همك..

يتذمر من عدم حصوله على طاولة في مطعمه المفضّل، ينقلب مزاجه لأن هاتفه الذكي الجديد تأخر استلامه، هكذا تتمحور هموم البعض، دون أن يدرك أن همه مهما كبُر لا يقارن بهموم الآخرين من فقر ومرض ومصائب، ليصدق عليه القول الشعبي للمهموم المتعجب من هؤلاء "السعداء المتذمرين": "يا كبر همك"! مع مرور الزمن وتعاقب النِعم ن...

«محتوى التواصل».. مستويات ثلاثة

لماذا تُحقق بعض قنوات "اليوتيوب" و"التيك توك" أرقام اشتراك مليونية؟ ولم يُسجل برنامج تلفزيوني حواري مُكرر نسب مشاهدة لافتة؟ ببساطة إنه "المحتوى" المخطط له، وذلك لأن جوهر التواصل هو المحتوى، ومتى ما استطعت إبداع محتوى مناسب للجمهور المستهدف؛ متى ما حققت الوصول ومن ثم التأثير، بالطبع مع توافر العوامل الأخرى ...

مستقبلنا مشرق

كل يوم أزداد ثقة بمستقبلنا المشرق، نجاحات يومية متتالية، والأهم تحويل الآمال والخطط إلى واقع حقيقي، يلمسه الجميع كل يوم. بالأمس كنت في أحد المجمعات التجارية، ولفت نظري تواجد إخوتنا من الخليج، رغم أن موسم الرياض لم يبدأ بعد، وهذا يؤكد أن رياضنا الغالية أضحت رقماً مميزاً على خارطة السياحة الخليجية على الأق...